الأربعاء، 17 يونيو 2015

فلتات اللسان:بقلم محمود مرغني


فلتات اللسان:بقلم محمود مرغني


قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب كرم الله  وجهه


ما أضمر أحدكم شيئاً إلا أظهره الله في فلتات لسانه، وصفحات وجهه) هكذا  قال سلفنا الصالح رضوان الله عليهم منذ ما يقرب من خمسة عشر قرنا من الزمان وقد تحدث الفلاسفة  وعلماء النفس في هذا الموضوع كثيرا وقتلوه بحثا وخلاصة القول إن اللسان قد يعبر عن مكنونات النفس وكوامنها و ويفضح صاحبه ويعريه أمام عامة الناس وخاصتهم فيلجا  المخطئ إلى التبرير بقوله فلته لسان  ويندم وقد تجر تلك الكلمة التي اسماها فلته لسان وبالا   كثيرا وإخطار لا تحمد عقباها وماذا لو اضمر هذا الإنسان خيرا  ونحن مطالبون دائما وابدآ بعمل الخير ظاهرا وباطنا وأوصتنا الأديان بذلك  ولو تحقق ذلك الخير لظهر ذلك في فلتات ألسنتنا وكنا في غني عن الندم الذي لحق بنا  لقد غرتنا المناصب وتركنا شريعة الله وظننا إن المقاعد دائمة  وإنها أي المقاعد أتت للإنسان علي علم من عنده وليست أمانه أودعها الله عند الإنسان كي يصونها ويحفظها .

أسباب "زلة اللسان"؟ وهل يجب أخذ هذه الفهوات اللفظية على محمل الجد واعتبارها دليلاً دامغاً على حقيقة نوايا مرتكبها؟ أم يجب "مسامحة" الشخص واعتبار الكلام الصادر منه مجرد خطأ لفظي؟

إنّ زلات اللسان تكاد تكون أمراً محتوماً، إذ تشير الدراسات إلى أن مقابل كل ألف كلمة يتلفظ بها الشخص يرتكب خطأ أو خطأين على أبعد تقدير. فبالنظر إلى أن متوسط كلمات الحديث العادي يبلغ 150 كلمة في الدقيقة، لابدّ أن تحدث زلة اللسان كل سبع دقائق من الحديث المتواصل. وهذا يعني أن كل إنسان يرتكب يومياً ما بين 7 و22 هفوة لفظية أو زلة لسان. لكن من زلات اللسان ما يكون متعمداً ومقصوداً للإساءة إلى الآخرين، ومنها ما يكون فعلاً غير متعمد ولا يقصد منها الإساءة أو الإهانة أو التقليل من الآخر. لكنها في الحالتين تحدث في اللاوعي وتعكس دواخل الشخص ورغباته الدفينة //محمود مرغني ،  قنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق