الأحد، 28 يونيو 2015

قطار الشرق السريع؛ بقلم: محمود مرغني


لا شك أن لكل كاتب ، أو كل من يتصدى للكتابة الصحفية أو الأدبية لابد له أن يتخذ منهجا متميزا يميزه عن غيره من الكتاب والأدباء والعبد الفقير إلى الله عندما يتصدى للكتابة يدور في خلده ما كان يقرءاه في زمن مضى من أعمال أدبية أو كتابات صحفية أو مشاهدات مسرحية أو تمثيلية  ،وكثيرا ما تستهويه جملة من الجمل أو عنوانا من العناوين  فيروق له أن يستعير هذا العنوان فيتخذه عنوانا لموضوعه وان اختلف معه في السياق فأنه مذهب يجذب إليه القارئ ويستهويه لاستكشاف ما يحتويه المضمون ، وفي الماضي قرأنا كثيرا في الأدب العالمي لأجاثا كرستي، وإميل زولا وانطون تشيكوف وتلوستوي وجان جاك رسو وغيرهم وقطار الشرق السريع قصة بوليسيه للأدبية الانجليزية أجاثا كرثتي  وهي تتحدث عن جريمة وقعت خلال احدي رحلات قطار الشرق من أوربا إلى اسطنبول  وهي رواية بوليسية شيقة تشد الانتباه هذه هي المقدمة التي اخترنا من اجلها العنوان  قطار وشرق وسرعه وهذا هو الوضع الراهن في شرقنا الأوسط وشرقنا العربي بصفة خاصة فالأحداث سريعة ومتلاحقة  تربو علي سرعة القطارات بل تتعداها إلى سرعة البرق أو لمح البصر أحداث هنا وهناك أحداث في اليمن وأحداث  في ليبيا وتونس  وأحداث في العراق والكويت ولكل حدث من وراءه محرك يدفعه ويقويه ولا يعلم نهاية تلك الأحداث إلا الله  وننتظر من قطار الشرق الكثير بما يحمله لنا من مفاجآت لم نكن نتوقعها أو نحلم بها   // محمود مرغني

الأربعاء، 17 يونيو 2015

فلتات اللسان:بقلم محمود مرغني


فلتات اللسان:بقلم محمود مرغني


قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب كرم الله  وجهه


ما أضمر أحدكم شيئاً إلا أظهره الله في فلتات لسانه، وصفحات وجهه) هكذا  قال سلفنا الصالح رضوان الله عليهم منذ ما يقرب من خمسة عشر قرنا من الزمان وقد تحدث الفلاسفة  وعلماء النفس في هذا الموضوع كثيرا وقتلوه بحثا وخلاصة القول إن اللسان قد يعبر عن مكنونات النفس وكوامنها و ويفضح صاحبه ويعريه أمام عامة الناس وخاصتهم فيلجا  المخطئ إلى التبرير بقوله فلته لسان  ويندم وقد تجر تلك الكلمة التي اسماها فلته لسان وبالا   كثيرا وإخطار لا تحمد عقباها وماذا لو اضمر هذا الإنسان خيرا  ونحن مطالبون دائما وابدآ بعمل الخير ظاهرا وباطنا وأوصتنا الأديان بذلك  ولو تحقق ذلك الخير لظهر ذلك في فلتات ألسنتنا وكنا في غني عن الندم الذي لحق بنا  لقد غرتنا المناصب وتركنا شريعة الله وظننا إن المقاعد دائمة  وإنها أي المقاعد أتت للإنسان علي علم من عنده وليست أمانه أودعها الله عند الإنسان كي يصونها ويحفظها .

أسباب "زلة اللسان"؟ وهل يجب أخذ هذه الفهوات اللفظية على محمل الجد واعتبارها دليلاً دامغاً على حقيقة نوايا مرتكبها؟ أم يجب "مسامحة" الشخص واعتبار الكلام الصادر منه مجرد خطأ لفظي؟

إنّ زلات اللسان تكاد تكون أمراً محتوماً، إذ تشير الدراسات إلى أن مقابل كل ألف كلمة يتلفظ بها الشخص يرتكب خطأ أو خطأين على أبعد تقدير. فبالنظر إلى أن متوسط كلمات الحديث العادي يبلغ 150 كلمة في الدقيقة، لابدّ أن تحدث زلة اللسان كل سبع دقائق من الحديث المتواصل. وهذا يعني أن كل إنسان يرتكب يومياً ما بين 7 و22 هفوة لفظية أو زلة لسان. لكن من زلات اللسان ما يكون متعمداً ومقصوداً للإساءة إلى الآخرين، ومنها ما يكون فعلاً غير متعمد ولا يقصد منها الإساءة أو الإهانة أو التقليل من الآخر. لكنها في الحالتين تحدث في اللاوعي وتعكس دواخل الشخص ورغباته الدفينة //محمود مرغني ،  قنا

ميرامار ونجيب محفوظ: بقلم محمود مرغني



ميرامار ونجيب محفوظ: بقلم محمود مرغني

القرية المصرية وخاصة في صعيدها حيث حرارة قيظها نهارا وحلكة ظلمتها ليلا وانعدام وسائل الترفيه والتسلية في ذلك الزمان إلا من مقهى تحوط جوانبه مصاطب طينية فرشت ببسط الحصير الخشن تنتشر سحب الدخان الكثيف تارة من موقد الحطب أو الفحم وتارة أخرى من دخان المعسل والسجائر ومع انعدام وسائل التسرية يلجأ الناس إلى راوي، وهو رجل مسن حنكته مشقة الحياة وشظف العيش وقف هذا الراوي يحمل الة الربابة يداعبها بقوس في يده فتصدر عنها أنغاما يطرب إليها السامعون الملتفون حوله وهو ينسج لهم قصصا من موروثات شعبية توارثها الناس كابرًا عن كابر، ويلعب فيها الخيال دورا كبيرا. وكان هذا الشاعر أو الراوي يملك قدرة فائقة على التاثير في السامع مما أعطي من حلاوة في الصوت وبراعة في السرد.
إن السرد القصصي كما هو واضح من هذه المقدمة ليس وليد العصر الحديث كما تشير الدراسات الأكاديمية حول السرد القصصي، وإنما هي موروثات تناقلتها الأجيال في ريف مصر عبر العصور المختلفة. وإن براعة السرد التي يتمتع بها أدباؤنا والتي كانت سببا في صعود أكثرهم إلى العالمية، ومن قبل ذلك تأثيرهم في شعوب بلادهم وعشاقهم إنما هي جينات تجري في دمائهم عبر التاريخ.
فنجيب محفوظ ليس الأوحد، فمصر غنية ولادة، فهي التي أنجبت العقاد وطه والمازني والمنفلوطي وأمين يوسف غراب ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم وغيرهم، إلا أن نجيب محفوظ كانت له رؤية خاصة في عرض موضوعاته وتحريك شخوصه، وكان له رؤية خاصة أيضا في إظهار عناوين رواياته، فتجد العنوان بعيدا كل البعد عن الموضوع، فعند قراءة العنوان لأول وهلة تتخيل موضوع الرواية، وبعد الاسترسال في القراءة  تجد موضوعا آخر يبعد كل البعد عن العنوان، فرواية الكرنك مثلا عندما تقرأ عنوانها يخيل إليك أن الكاتب سوف يحدثك عن القرية الأثرية في صعيد مصر، وعند الاسترسال في القراءة يتضح أن العنوان لمقهى في القاهرة كان يجلس عليها الكاتب، وأن موضوع الرواية يتعلق بالسياسة وعصور الاضطهاد، وأن عنوان رواية ميرامار ما هو إلا اسم للبانسيون الذي تدور فيه أحداث الرواية .
إن عددا من عناوين روايات محفوظ أسماء لشوارع وحارات  كالثلاثية وخان الخليلي وزقاق المدق وغيرها وهذا الأسلوب تفرد به نجيب محفوظ دون غيره وكان له قدم السبق فيه  فمحفوظ يلجأ الى الرمز دائما في اسلوب متفرد ميزه عن الاخرين الذين كانت تاتي عناوين كتاباتهم مباشرة بأختيار اقصر الطرق للوصول الى الموضوع.
إن رواية نجيب محفوظ أولاد حارتنا التي أثارت جدلا كثيرا في الأوساط الدينية والسياسية والتي شبه الدنيا فيها بحارة وتعرض للذات الإلهية  تلميحا وقصة هابيل وقابيل وكيف قتل أحدهما الآخر وتفرق الأبناء وأصبحوا يمثلون الأديان السماوية كما ألمح بذلك محفوظ وهو برمزيته هذه والتي لم يستطع من خلالها أن يخفي مكنون نفسه فقد استطاع من يهمهم الأمر كشف ما أراد محفوظ أن يرمز إليه أو يستره، فكان الجدل وكانت الحرب .
ونجيب محفوظ الكاتب المصري القاهري المولد عام 1911  وان كان الأصل يعود إلى احد اقاليم مصر فمعظم سكان القاهرة والمدن الكبرى تعود أصولهم إلى الأرياف أو الأقاليم فلا يوجد قاهري صرف إلا ما ندر.
فقد درس محفوظ بعد تعليمه الأولي الفلسفة بجامعة القاهرة والتي كان لها اسم آخر يوم أن درس فيها محفوظ وتقلب في وظائف الدولة وكتب الرواية التاريخية المستمدة من التاريخ بإضافة وجهة نظره الشخصية وخياله العميق، وهذا وإن كان عيبا فهو عيب لابد منه، وإلا كان الكاتب مجرد ناقل للتاريخ وهذه الروايات هي عبث الأقدار؛ ورادوبيس، وكفاح طيبة ؛ولمحفوظ أكثر من 50 رواية وكتاب  وبعض سيناريوهات الأفلام السينمائية، ونال الكاتب بعض الجوائز بمصر وتوج بعد ذلك بجائزة نوبل العالمية عام 1988 ميرامار رواية من روايات الاديب نجيب محفوظ من الأدب الاجتماعي الذي تخصص فيه محفوظ في معظم كتاباته نشرت لأول مرة عام 1967 استمد عنوانها من اسم البنسيون الصغير التي تدور فيه إحداث الرواية ويسكنه معظم شخوصها فغالب أحداث الرواية تدور بين حوائط البنسيون الأربعة والذي تديره سيدة عجوز يونانية لا تعرف من العربية إلا القليل  في فترة من الزمن كانت الإسكندرية تعج بالكثير من الأجانب وخاصة اليونانيين وهم رعايا اليونان المقيمين في الإسكندرية وكان هؤلاء الناس يمتهنون أعمالا محددة قلما يتعدونها مثل البقالة والخمور والبانسيونات أو الفنادق.
       وكان الرجل من هؤلاء الإغريق غالبا ما يسمى (يني) أو خرستو، والسيدة تسمى (ماريانا) كإحدى بطلات قصتنا هذه أو كما يحب صناع أفلام السينما أن  يسمونهم، ويعيش في هذا البانسيون عدد من الشخصيات المختلفة مثل (عامر بك وجدي) الصحفي المتقاعد وسرحان الشاب العابث الوصولي الذي يوعد زهرة بالزواج وهي الفتاة التي جاءت إلى الإسكندرية هاربة من بلدتها لرفضها الزواج من عجوز غني ضغطت عليها أسرتها للزواج منه .. ولكن ولأنها مثال للمرأة المصرية القوية صاحبة الإرادة رفضت ذلك وهربت إلى الأسكندريه وعاشت في بنسيون ميرامار وعملت فيه كخادمة وأثناء ذلك تعرفت زهرة على مدرسة اسمها عليّه تقوم على محو أميتها وتعليمها القراءة والكتابة وتتزوج زهرة من بائع الجرائد بعد تخليها عن سرحان البحيري والذي ثبت لها عدم جديته في الزواج منها . وفي الرواية افرد محفوظ لكل شخص من الشخوص بابا يقدم لنا فيه نفسه ويحدثنا عنها   من خلال حوار يجريه مع رفاقه من النزلاء أو صاحبة البانسيون أو الخادمة زهرة وهي الشخصية المحورية في القصة  .
إن نجيب محفوظ بروايته هذه التي تأتي مواكبة لثورة 23 يوليو والتي قضت على الإقطاع والرأسمالية  الذي اجتمع بعض رموزها في هذا البانسيون، فكان منهم الساخط والناقم على ما آلت اليه البلاد من أوضاع ورياح لا تشتهيها سفنهم.
وفي هذه الرواية يجسد لنا محفوظ كل الطوائف التي كانت تعيش في مصر في ذلك الزمان الاقطاعي والصحفي والمتصابي والأجنبي صاحب رأس المال والخادمة وبائع الصحف البسيط، وإن هذه الشخوص تمثل تمثيلا دقيقا طبقات الشعب المصري في صورة مصغرة جمعت في هذا المكان الذي يمثل الدولة وبأنتصار زهرة الخادمة البسيطة على مغريات الجاه والحياة الرغدة الناعمة والرضا  بالقليل يمثل قناعةالشعب المصري  القاعدة العريضة.
       إن محفوظ بحق قد أجاد استخدام فن السرد القصصي والحوار في أعماله على لسان أبطاله من خلال أفراده بابا لكل شخص من شخوصه، وقد لجأ إلى استخدام الفاظ تتناسب مع ثقافة الشخصية التي رسمها والتي يدار معها الحوار، فزهرة القروية لها ألفاظها وكذلك ماريانا اليونانية، وكذلك الصحفي وابن الذوات المدلل، وقد غاص محفوظ في أعماق النفس البشرية وسبر أغوارها، وتلك سمات مميزة لأدب محفوظ وإن شاركه فيها أدباء آخرون.
       وقد سلك محفوظ مسلك أنصار مدرسة التحليل النفسي. إن أي عمل أدبي سواء أكان مقروءا أو مسموعا أو مرئيا لاشك أن له تأثيرا على المتلقي. ومحفوظ من خلال سرده تراه متأثرا بالقرآن الكريم  بطريق مباشر أو غير مباشر حتى أنه اختتم روايته ميرا مار بآيات من سورة الرحمن. خاتمة ميرا مار
إن روايات محفوظ التي  شهد لها العالم بأثره من خلال الترجمات التي أتاحت للشعوب التعرف على الأدب المصري وتذوقه، فكانت نوبل وهي أرفع جائزة تمنح لعظماء العالم، وإن الجوانب الهامة في رواية محفوظ ميرا مار الجانب الاجتماعي وهو نبذ عادة ذميمة من عادات الشعب المصري يرغمون فيها الفتاة على الزواج متجاهلين معيار الكفاءة وفارق السن وذلك في مقابل لمن يدفع أكثر، ومما يؤسف له أن هذه العادة مازالت متأصلة، فكثير من بنات مصر كانوا ومازالوا ضحية لمن يدفع أكثر من أثرياء العرب، ولذلك جاءت النتائج عكسية أكثر مما يتوقع الناس، وليعلم الناس أن المال الذين يبيعون به بناتهم إنما هو عرض زائل وعارية مستردة.
       وفي ميرامار تترك زهرة قريتها إلى المجهول، وتوفق في أن تجد من تعيش في كنفه رغم بساطة العيش وشظفه ورغم إغراءات سرحان الذي أدركت بفطرتها أنه لا طائل من ورائها وليس كل تاركات الأهل لهذه الأسباب مثل زهرة، فإن زهرة سعيدة الحظ إلى حد ما لأنها وجدت من تعمل عنده في وسط آمن نسبيا، ووجدت من تقترن به في نهاية المطاف، ولكن ليست كل الأماكن كبانسيون ميرامار.
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ } قرآن كريم سورة الرعد أية(17)

الأحد، 14 يونيو 2015

الوطن والمواطن: بقلم محمود مرغني



الوطن والمواطن: بقلم محمود مرغني


الوطن والمواطن صنوان لا يفترقان ، والأمن من اجلهما لا يتجزأ ،ولا ينبغي لنا ان نهتم بجانب منهما دون الأخر.

فأمن الوطن لاشك (على العين والرأس ) وليس معنى ذلك أن نهمل امن المواطن أو نؤجله إلى حين ميسرة فأمن الوطن عندنا في قنا على ما يرام ولكن امن الشق الآخر وهو المواطن مهدد ويتفاقم التهديد يوما بعد يوم ،السرقات والبلطجة وسرقة وسائل النقل الخفيف كالدرجات والموتوسيكلات  بدأت في الانتشار ، وبدأت تتفشى ، وبدأت ظاهره أخرى وهي الخطف عن طريق الموتوسيكلات ، ونقصد بذلك خطف الحقائب والأشياء ، ومنطقة المساكن بقنا في حاجة ماسة إلى تكثيف امني ودوريات مستمرة بين العمارات السكنية حتى يرتدع من تسول له نفسه من هؤلاء المجرمين أن يفعل شيء وخاصة اقتحام الشقق وسرقة محتوياتها .
وأن هذه المنطقة تقرب من الحرم الجامعي، ويسكنها الكثير من طلبة وطالبات الجامعة المغتربين و المغتربات وخاصة عند استمرار انقطاع التيار الكهربائي ونطمع أن نرى تحركا امنيا ملموسا من اجل المواطن البسيط الذي يأمل أن ينام هانئا مستريح البال//محمود مرغني قنا